بحث عن قوم لوط والبحر الميت دراسة جيولوجية/رضوان الكيلاني جامعة النجاح

 

طالعت موقع نشر فيه تحت عنوان
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل ( قرى قوم لوط )

 
ما ملخصه ان قوم لوط مكانهم قرب مكة واقتبس بعض مما قال ورد العلماء عليه ويليه بحث علمي ما ينفي هلوساته

==========
يقول العميد جمال الدين شرقاوي في كتابه نبي أرض الجنوب : ”
فإنَّ علماء الآثار لم ولن يتوصلوا إلى الكثير من المواقع الجغرافية التوراتية التى يعود زمنها إلى عصر نبىّ الله إبراهيم r .
أن قرى لوط في مكان قريب من مكة , وهذا ما وجدت العميد جمال الدين شرقاوي يشير إليه عند قرائتي لكتابه نبي أرض الجنوب حيث قال فيه :

فحين يقول القرآن عن مكان مدن قوم لوط ] وما هى من الظالمين ببعيد [ ( 83 / هود ) . نفهم بداهة أنها على مسافة ليست ببعيدة عن مكان مشركى مكة . وتلك معلومة قرآنية أولى عن الموقع .
وإذا قال القرآن عنها ] وإنها لبسبيل مقيم [ ( 76 / الحجر ) . نفهم بداهة أيضا أنها تقع على طريق مأهول يرتاده العابرون . وتلك معلومة قرآنية ثانية عن الموقع .
وإذا قال القرآن عنها ] وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل . أفلا تعقلون [ ( 137 ـ 138 / الصافات ) . نفهم أنَّ أهل مكة كانوا يمرون على موقع قوم لوط صباحا ومساءً أثناء رحلتهم التجارية الصيفية إلى الشام .
وبجمع العلامات القرآنية الثلاث السابقة ، نجد أنَّ مكان مدن قوم لوط ليس بعيدا عن مكة ، وأنه يقع على الطريق التجارى المعروف لدى أهل مكة والذى يسيرون فيه أثناء رحلة الصيف التجارية .

============

الرد
جاء في تفسير الطبري
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين } يقول تعالى ذكره لمشركي قريش : وإنكم لتمرون على قوم لوط الذين دمرناهم عند إصباحكم نهارا وبالليل , كما : 22696 – حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين } قالوا : نعم والله صباحا ومساء يطئونها وطئا , من أخذ من المدينة إلى الشام , أخذ على سدوم قرية قوم لوط. 22697 – حدثنا محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن المفضل , قال : ثنا أسباط , عن السدي في قوله : { لتمرون عليهم مصبحين } قال : في أسفاركم . تفسير الطبري
==============
الدكتور فاضل السامرائي
سؤال: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) الصافات) من هم المعنيون في هذه الآية؟
د. فاضل: قوم لوط. (إنكم) هؤلاء أهل مكة. قال (وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (136) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (137)) يعني تمرون عليهم وأنتم في تجارتكم إلى الشام تمرون بسدوم قرية قوم لوط في الصباح وفي المساء أنتم يا أهل مكة، الخطاب لأهل مكة يمرون على قوم لوط في سدوم
المقدم: أين تقع سدوم الآن؟
د. فاضل: في فلسطين، كلها تسمى بلاد الشام،
[url]http://www.islamiyyat.com/lamasat/dr…3214–182.html[/url]

 
=======

 
اقتبس من بحث قام به مختصون عن قوم لوط و البحر الميت

 

عنوانه
قوم لوط والبحر الميت

 

أ. إبراهيم محمود حبيب
. ماجستير جغرافيا تطبيقية
معهد البحوث والدراسات العربية
قسم البحوث والدراسات الجغرافية
[email]ibrahimhabibfrj@hotmail.com[/email]
د . ر ضوان جهاد الكيلاني
مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل
جامعة النجاح الوطنية
نابلس فلسطين
[email]radwan@najah.edu[/email]

 

 

 

نرى أن عذاب الأقوام السابقة مثل عذاب قوم نوح وعاد ولوط كان ضمن
الظواهر الطبيعية المفهومة علميًا، والتي تجد ما يؤيدها الآن بالأدلة والبراهين.
إن قبولنا للمنطق العلمي في تفسيرنا لصور العذاب الذي حل بالأقوام السابقة ، لا يعني بأي
حال من الأحوال إنكارنا لقدرة الله عز وجل عن أي شيء ، بل هي تأكيدا لها بالعلم والمنطق الذي
يفهمه الإنسان ويدركه عقله، وهي الطريق التي أمرنا الله تعالى بسلوكها في الكثير من الآيات
القرآنية التي تدعونا إلى تدبر القرآ ن، والنظر في خلق الله وأعجاز صنيعه . وما يؤيد ما نقول في بحثنا هذا : أن قرى لوط عليه السلام كانت تقع ضمن منطقة نشطة زلزاليًا، ووقوع الزلازل بها أمر طبيعي ولكن قدرة الله وعظمته تتجلى في وقوع الزلزال المدمر الذي حدث لقوم لوط في
مكان القرية فقط، مما أدى في مجمله إلى وقوع الكارثة المرعبة التي ألمت بالقوم دون غيرهم.
كان للعذاب الذي نزل بقوم لوط دور مؤثر على البحر الميت شكًلا و مضمونًا سواء ًا على
مستوى المساحة أو ارتفاع سطح مياهه . نرى أن مساحة البحر الميت في تلك الفترة كانت أصغر
مما هي عليه قبل ظهور مشكلة الجفاف والانحسار الحالية (حبيب والكيلاني، 2007 )، فبعد انقطاع الاتصال بين البحر المتوسط والبحيرة الأردنية القديمة نتيجة لارتفاع حدث في قشرة
الأر ض صاحبه ارتفاع في درجات الحرارة ، أدى إلى انحسار البحيرة تدريجًا حتى وصلت إلى الشكل المعروف حاليًا للبحر الميت (عابد، 1985 ) ولكنها لم تتوقف عند هذا الحد ، بل استمرت بالتناقص حتى انحصرت في حوضه الشمالي فقط. وفي جنوب هذا الحوض تقع منطقة اللسان ومنطقة سدوم (الحوض الجنوبي وشبه جزيرة اللسان ) أما قرى نبي الله لوط عليه السلام فكانت تقع على الضفاف الجنوبية الغربية للبحر الميت وقد كا نت تقع بين صدعين رأسيين ، الأول: الأخدود الآسيوي – الأفريقي من الجهة الشرقية والثاني صدع فرعي يحدها من ا لغرب بمحاذاة جبال الضفة الغربية ، إضافة إلى وقوعها بين صدعين مستعرضين شمالا وجنوبًا يفصلاها عن باقي .( اليابسة (يرجى النظر الى خريطة 2
آراء وتفسيرات الباحثين
وتفسيرا لصورة الحدث المرعب الذي حل بقوم سيدنا لوط عليه السلام نقول: إن زلزا لا
مدمرًا حدث في حوالي 1900 ق.م، كان من النوع الرأسي زلزل منطقة سدوم والبحر الميت،
حيث انشقت الأرض عن قرى لوط من الجهتين الشرقية والغربية وبعمق لا يقل عن أحد عشر
مترًا، مما أدى إلى انزلاق كتلة صخرية كبيرة إلى قاع البحر الميت.
كانت قرى نبي الله لوط عليه السلام تقع فوق هذه الكتلة الصخرية المنزلقة التي غاصت
وغرقت في أعماق البحر الميت؛ و نتيجة لانزلاق هذه الكتلة الصخرية . ارتفعت مياهه مما أدى
إلى غمر المياه لمكان القرى المنزلقة واتساع مساحته لتشمل ما يعرف الآن بالحوض الجنوبي
وليصبح البحر الميت بشكله المعروف لدينا وبمساحة تقدر بحوالي 1000 كم 2، أما الكتلة
الصخرية المنزلقة فقد اتجهت شمالا بانحراف شرقي بسيط حتى استقرت في أعمق نقطة في
الحوض الشمالي والتي تبعد حو الي 5 كم غرب مصب نهر زرقاء ماعين ، وتقدر المسافة التي
– انزلقتها الكتلة الصخرية بحوالي 39 -40 كم من مكانها الأول إلى المكان الذي استقرت فيه ،.
– ( يرجى النظر إلى خريطة ( 2

ونتيجة لهذا الانزلاق الكبير والضغط الهائل الذي وقع على الأخدود والصدوع المستعرضة
هبطت الأرض على طول الأخدود وانفجر بركان تحت سطحي وخرجت حممه من فتحات
الصدوع المستعرضة والفتحات التي أحدثها الز لزال، لتسقط على القرى الغارقة في قاع البحر
الميت، وللعلم فإ ن الفتحات التي خرجت منها الحمم البركانية كانت في الغالب تحت البحر الميت
بعد الانفجار البركاني تصاعدت الأبخرة السامة إلى طبقات الجو العليا ثم تكاثفت وبدأت تتساقط
الأمطار البركانية المالحة على مكان حدوث النازلة أي فوق البحر الميت مباشرة ، مما أدى إلى
ارتفاع نسبة الأملاح والمعادن في مياهه التي جاءته من الأمطار البركانية مثل الكبريت.
17
( خريطة( 2
مكان قرى لوط قبل 1900 عام قبل الميلاد ومكان انزلاقها

صورة

http://d3.e-loader.net/5BNWFHBFLR.jpg

وقد استندت أراء وتفسيرات الباحثين إلى مجموعة من الأدلة الجيولوجية والقرآنية:
أولا : الأدلة الجيولوجية

 

أجرى بعض الباحثين الإسرائيليين ( 41,147 (Neev, D. and Emery, (1967): p -1
مسحًا جيولوجيًا لقاع البحر الميت عام 1967 م وقالوا يبدو أن قاع البحر الميت الحالي
مكون من صخور تكوين أصدم الملحي ، وأ ن هذا التكوين يقع في أخفض نقطة فيه ، وهي
موجودة في الحوض الشمالي ، ويذكر أن التكوين الصخري لهذا الحوض يختلف عن
تكوين أصدم الملحي الذي يق ع تحت الحوض الجنوبي للبحر الميت ) بمعنى أن هذه الكتلة
كانت تحت قرى سيدنا لوط ، وأن تكوين هذه البقعة الم نخفضة كما ورد مشابه لتكوين
أصدم، بينما المحيط الموجودة فيه هو من تكوينات جيولوجية مختلفة عنها، هذا بالإضافة
إلى وجود صدوع مستعرضة حول هذه البقعة تؤكد أنها لم تكن أساسًا ضمن التكوين
الصخري الموجودة فيه ، وإنما جاءته من منطقة أخرى ، وهذا يؤيد حدوث مثل ه ذا
الانزلاق لهذه الكتلة الصخرية . كما يؤيد صحة هذا الدليل : صورة الاقمار الصناعية لقاع
البحر الميت (صورة 1) والتي يظهر فيها ست نقاط يعتقد أنها تجمعات سكانية تمثل قرى
سيدنا لوط عليه السلام ، وصورة الغواصة البريطانية لنفس المنطقة يظهر فيها ايضا آثار
.( مساكن وقرى مطمورة بالملح (صورة 2
-2 إن وجود الأخاديد في جنوب الحوض الش مالي وخاصة الأخدود الرئيسي الذي يبدأ من
منطقة اللسان ويتجه شما ً لا بطول 25 كم ساعد الكتلة المنزلقة في الاتجاه شمالا حتى
وصلت إلى المكان الموجودة فيه حاليًا.
-3 ضحالة الحوض الجنوبي للبحر الميت وطبقاته الصخرية تؤكد أنه لم يكن متص ً لا بالحوض
الشمالي كل الوقت ، وأن الاتصال الأخير ج اء عقب حدوث الزلازل وهبوط الأرض ؛ إضافة
إلى أن تكوين منطقة اللسان أحدث من تكوين أصدم والحوض الشمالي.
-4 وجود الصدو ع المستعرضة باتجاه شرق – غرب متعامدة على الصدع الرئيسي (يرجى
النظرالى المراجع الانجليزية 1،14 )، يرجح جيولوجيًا إمكانية حدوث انزلاق كت لة صخرية
مثل ما حدث في قرية لوط؛ مع العلم أن عملية الانزلاق هذه مشابهه لحركة : الصفيحتين(الأسيوية- الأفريقية)، يرجى الاطلاع الى عابد 1985 .107 ،95
-5 إن تاريخ النشاط التكتوني للأخدود الأفريقي- الأسيوي يدل على أن اغلب زلازل المنطقة
كانت من النوع الأفقي ولكن هذا لا يستثني امكانية حدوث زلازل رأسية ، وقد حدثت بالفعل
وهذا يساند ما توصلنا إليه ، إلا أننا لا نستطيع تأكيده بالأدلة العلمية القاطعة لعدم وجود
تسجيل تاريخي م ? وثق للزلازل يمتد إلى تلك الحقبة الغائرة من الزمن؛ فالسجل الزلزالي يقسم
إلى قسمين:
أ زلازل تاريخية:
يعتمد في توثيقها وأرشفتها على الأدلة التاريخية والأثرية التي قد تدل على وقوع الزلازل ،
إضافة إلى كتب المؤرخين والجغرافيين الذين يتحدثون عن زلازل وقعت في مناطق معينة
ويذكرون ما حل بها من خراب (وصف الشدة الزلزالية ) فمن الجغرافيين العرب الذين
تحدثوا عن الزلازل في منطقة البحر الميت المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة
الأقاليم) إلا أن حديثه عن هذه الزلازل لا يتعدى العصر الإسلامي ، إضافة إلى ما ورد في
كتاب (كشف الصلصلة عن وصف الز لزلة) للمؤرخ جلال الدين السيوطي؛ كما أن السجل
التاريخي الموجود للزلازل يعود إلى حوالي عام 64 قبل الميلاد.
ب زلازل مرصودة (مسجله)
يعتمد في رصدها على أجهزة الرصد الزلزالي والمعدات الحديثة والبرامج التحليلية الخاصة
لقياس حركة الأر ض وتحديد موقع الزلازل و حساب ال قوة الزلزالية بدقة عالية؛ ورغم أن
تأكيد الزلزال الذي حدث لقوم لوط قبل 1900 عام قبل الميلاد غير موثق تاريخيًا؛ إلا إننا
لا نستبعد إمكانية وقوعه استنادًا إلى نشاط المنطقة التكتوني أثناء تكون حفرة الانهدام الذي
كان مصحوبًا بنشاط زلزالي عبر فترات التكوين التي لا زالت مستمرة حتى الآن.
أما الانفجار البركاني الذي يعتقد أنه وقع بعد الزلزال لقرى سيدنا لوط عليه السلام نقول:
إن التاريخ الجيولوجي للبراكين التي انفجرت في منطقة انهدام البحر الميت يشير إلى وقوعها
3) ، في عصر البلايستوسين .(يرجى النظر الى المراجع الاجنبية3,2 وهذا لا ينفي انفجار براكين قبل مئات السنين أو في أي وقت ولكن تحت سطحيه. ومما ساعد على انفجار مثل هذه البر اكين كون المنطقة نشطة تكتونيًا، ويوجد بها صدوع طولية ومستعرضة ، بحيث تشكل مناطق ضعف مختلفة على امتداد الانهدام . مما يسهل خروج الحمم البركانية التحتية سوا ءا على السطح أو توضعها في مناطق مختلفة في باطن الأرض.
( خريطة ( 3
.( توزيع لأهم التراكيب الجيولوجية والتكتونية في منطقة انهدام البحر الميت (عابد، 1985

صورة

http://d15.e-loader.net/C1Q0QZWlXN.jpg

 

 
فالبراكين بشكلٍ عام تنقسم إلى قسمين:
أ- براكين سطحية:
وهي ظاهرة على السطح ويراها الإنسان ، وكما أسلفنا فإن أحدثها وقع في منطقة الخسف
(الانهدام) في عصر البلايستوسين (يرجع عمرها من مئات الاف الى ملايين السنين).
ب- براكين تحت سطحية:
وهي براكين باطنية يمكن أن تحدث في أي وقت ، وهي عادة ما تنفجر على أعماق مختلفة في
القشرة الأرضية ، خاصة في مناطق الأخدود التي نحن بصددها ، وهذا الانفجار يكون مصحوبًا
باندفاعات بركانية تحت سطحية (إندساسية) لا يراها الإنسان.
خلاصة القول:
إن ترتيب وتوصيف مراحل العذاب التي حلت بقوم سيدنا لوط عليه ا لسلام (الزلزال
والغرق، البركان، الأمطار) مقبول علميًا ومبرر بالتاريخ الجيولوجي والتكتوني لأخدود البحر
الميت وبالتنوع المناخي الذي ساد المنطقة عبر العصور الجيولوجية المختلفة؛ فالزلزال الذي
حدث لقوم سيدنا لوط عليه السلام لا يستبعد أن صاحبه الانزلاق الكبير للكتلة الصخرية التي تقع
عليها قرية لوط تحت مياه البحر الميت ولتستقر في قاعه، كما أن طبيعة النشاط الزلزالي في
المنطقة يفسر في كثير من الأحيان : أنه بسبب وقوع انفجار بركاني تحت سطحي ، خرجت حممه
من الصدوع الطولية والمستعرضة التي تشكلت أثناء العمليات التكتونية للأخدود الإفريقي –
الأسيوي.
ثانيا : الأدلة القرآنية
-1 تشير الآيات القرآنية التي سبق ذكرها إلى حدوث الزلزال والبركان ومنها مثًلا في قوله
تعالى
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ {82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83} هود
فسر كل العلماء هذه الآية على أساس الاقتلا ع والقلب الذي جاء به الفعل جعل ، ولكن
التفسير المنطقي لهذه الآية خصوصا بعد الأدلة الجيولوجية التي ساقها الباحثون والتي تقول :
إن قرى لوط عليه السلام عندما انزلقت أصبح أعلى القرية (سطحها) أسفل البحر الم يت، أي
أخفض منطقة على ظهر الأرض ، ومن ثم انفجر البركان تحت السطحي وسقطت حممه
فوق القرى الغارقة في البحر الميت ، ولو كان التفسير الذي ساقه العلماء بمعنى القلب ، لقال
الله بدل الفعل جعلنا (نكسنا) هذا والله أعلم . أما الفعل جعل فقد ورد في القرآن الكريم في
ثمان وخمسون موضعًا بكل أفعاله الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل ، جميعها جاءت
بمعان متقاربة مثل وضع ، خلق، صنع، بعث، أرسل رتب ، قعد، صير، سمى ولم يأت أيًا
منها بمعنى قلب لغًة أو اصطلاحا كما يعتقد بعض العلماء؛ وفي معجم اللغة جاء في تفسير
معنى الفعل جعل ما يلي:
( جعلَ كذا من باب قطع و مجعلا أيضا بوزن مقعد و جعله نبيا صيره وجعلو ا الملائكة إناثا
سموهم و الجعلُ بالضم ما جعل للإنسان من شيء على فعل وكذا الجعالة بالكسر والجعيلة
أيضا والجعلُ دوبية واجَتعلَ بمعنى جعل
([url]www.nourallah.com[/url])
2 تفسير الآية ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى {53} فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى {53-54} النجم
المؤتفكة هم قوم لوط وكلمة أهوى تأتي من الهوي والسقوط وهذا يساند رأينا وبقوة ، غشاها
ما غشا أي بعد انزلاقها وسقوطها في البحر ا لميت أخذت تنهال عليها الحجارة والحمم
والأمطار البركانية ، أما القول بأنها اقتلعت ثم قلبت ثم غشيها العذاب فهو قول غير متجانس
وليس مقبولا في ظل المعطيات التي ذكرت.
3 ما يؤيد أن قوم لوط غرقوا أيضًا، إقران عذابهم بعذاب فرعون في الآيتان ( 9-10
اللتان وردتا في سورة الحاقة( وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ {9} فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً {10} الحاقة
مع العلم بأنه وفي نفس السورة عندما ذكر الله تعالى قوم عاد وثمود في آية واحدة
عاد ليفصلهما في الآيات التي تتحدث عن عذابهم. لأن طبيعة العذاب مختلفة؛ فقال تعالى
كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ {4} فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ {5} وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6} سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ {7} الحاقة
أما عندما ذكر فرعون ، و المؤتفكات ابقى على شرح صورة العذاب في إطار آية واحدة دون فصل ، وهذا يؤيد أن قوم لوط أيضًا كان من صنوف عذابهم الغرق والله أعلم.
الخلاصة
إن ما توصل ت إليه هذه الدراسة من تصور واستنتاج لعذاب قوم سيدنا لوط عليه السلام يؤكد
أن العذاب الذي نزل بالقوم جاء ضمن الظواهر الطبيعية التي يعرفها الإنسان ويدركها عقله ،
وهي ظواهر تتكرر باستمرار وفي أغلب مناطق العالم؛ إلا أنها تتركز في مناطق النشاط
الزلزالي وأن الجزء الأكبر من هذه الظواهر يأتي كعذاب ونقمة م ن الله لكفر السكان وطغيانهم ،
إن قدرة الله عز وجل ليس لها حدود ، ومكمن الإعجاز العلمي في تفسير حادثة عذاب قوم سيدنا
لوط عليه السلام جاءت من القران الكريم الذي أخبر عنها ووضح معالمها من خلال الآيات
الكثيرة التي سبق ذكرها ، وإخبار رب العزة نبيه إبراهيم عليه السلام بعذاب قوم لوط قبل وقوعه ،
إن خلاصة هذه الدراسة توصلنا إلى فكرة أساسية تقول إن ما حدث لقوم لوط يمكن أن يحدث
لاقوامًا أخرى في عصرنا هذا ممن يمارسون الفاحشة والرذيلة ،وما حدث في أندونيسيا ليس عنا
ببعيد:عندما وقع الزلزال الكبير في المحيط الهادي (الكيلاني، 2007 ) وأدى إلى ارتفاع موجات
المد الزلزالي (تسونامي). ولو أن هذا الحدث وقع في أزمنة سابقة لفسر على أنه معجزة خارقة
لا يستطيع العقل البشري إدراكها ، ولدخلت عليها الكثير من الإسرائيليات لتشوهها كما حدث في
قصة عذاب قوم سيدنا لوط عليه السلام ، إن الأعمال المشينة التي كان يأتيها قوم لوط وخصوصا
إتيان الذكران بدل النساء ليدق ناقوس الخطر لدى كل لبيب لما سيترتب عليه من مخاطر ،
وتوضيحًا لشدة الجرم الذي فعله قوم لوط وانعكاساته الخطيرة على المجتمع ، فقد ورد في مسند
الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم
.382/3 ،( يقول(إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ) مسند الإمام أحمد : ( 15133
وتجريمًا لمرتكب فعل قوم لوط ، فقد ورد في سنن ابن ماجة ، باب من عمل عمل قوم لوط . عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من وجدتموه يعمل عمل قوم
لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) سنن ابن ماجة ( 2561 و من هنا يمكن القول ان ما
يحدث اليوم في الغرب أو في بلاد المسلمين من استمراء لهذه الفاحشة وتعميمًا لها سيكون وبالا
عليهم، ويمكن أن يحل بهم ما حل بقوم لوط مصداقًا لقوله تعالى وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا {16} وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا {17} الاسراء

 

المصادر والمراجع
المراجع العربية:
-1 القرآن الكريم.
-2 العهد القديم (التوراة)
-3 الدباغ ، مصطفى مراد ، 2002 : بلادنا فلسطين ، ج 1، ق 1، دار الهدى للطباعة والنشر ،
فلسطين المحتلة.
-4 السيوطي ، جلال الدين ، 1505 : كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة، دراسة وتحقيق الدكتور
محمد كمال الدين عز الدين، عالم الكتب، بيروت.
-5 الكيلاني ، رضوان جها د، 2005 : الامواج البحرية الزلزالية “تسونامي” وزلزال اندونيسيا،
.34- رسالة النجاح، جامعة النجاح الوطنية، ع 31،74
-6 آل نوفل، حمدي بن محمد نور الدين، 2002 : قصص القرآن، مكتبة الصفا، القاهرة.
-7 المقدسي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن احمد، 1877 : أحسن التقاسيم في معرفة
الأقاليم، مطابع يريل، ليدن.
-8 بن كثير، الإمام الحافظ إسماعيل القرشي الدمشقي، 2003 : قصص القرآن الكريم، جمع
وترتيب أحمد بن شعبان بن أحمد، مكتبة الصفا، القاهرة.
-9 حبيب، ابراهيم محمود ورضوان جهاد الكيلاني، 2007 : جفاف البحر الميت وقناة البحرين
(الأحمر الميت)، مجّلة ابحاث الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الطبيعية والهندسية)،
المجلد الخامس عشر، العدد الثاني.
-10 جاد المولى ، محمد أ حمد وآخرون ، (بدون تاريخ ): قصص الأنبياء ، دار الكتب العامة ،
بيروت.
-11 جامعة القدس المفتوحة، 1996 : جغرافية فلسطين، عمان، الأردن.
-12 عابد، عبد القادر، 1985 : جيولوجية البحر الميت، دار الأرقم، عمان، الأردن.
-13 عابد ، عبد القادر وصايل الوشاحي ، ( 1999 ): جيولوجية فلسطين ، مجموعة الهيدرولوجيين
الفلسطينيين، ط 1، فلسطين.
6، ط 1، دار الشروق، بيروت. ،5 ، -14 قطب، سيد، 1972 : في ظلال القرآن، ج 4
25
المراجع الأجنبية
1- Atallah M. and Mikbel S. 1983: Geology and Structure of the Area East
of the Dead Sea, In Abed and Khaled (eds), Proceeding the 1st Jordan
Geol. Conf., Amman, 392-414.
2- Bender F. 1974: Geology of Jordan, Gerbruder B Borntraeger, Berlin.
3- Burdon D.J. 1959: Handbook of the Geology of Jordan to accompany and
explain the three sheets of the 1:250,000 Geological Map East of the
Rift by A.M. Quennell.
4- El-Isa Z., Mechie J., Prodehl C., Makris J., Rihm R. 1987:A Crustal
Structure Study of Jordan Derived from Seismic Refraction Data,
Tectonophysics, Vol. 138, 235-253.
5- El-Isa Z.H. 1992: Seismicity of the Wadi Araba-Dead Sea Region,
Geology of the Arab World, 1992, Cairo Uni.: 245-253.
6- El-Isa Z.H., and Mustafa H. 1986: Earthquake Deformations in the Lisan
Deposits and Seismotectonic implications, Geophys. J.R. astr. Soc., 86:
413-42.
7- El-Kelani R., El-Isa Z. and Zaid A. 1998: Interpretation of Gravity Data
in Zarqa Ma’in Hot Springs Area, Preliminary Evaluation of the
Geothermal Resources of Jordan, 58 Conference of the German
Geophysical Association, Goettingen, GG43, 81.
8- El-Kelani R. 2006: 3-Dimentional Gravity Model of the Southern Jordan
Dead Sea Transform, An-Najah University Journal for Research-A
(Natural Sciences), Vol. 19: 185-208.
9- Ginzburg A., Makris J., Fuchs K. and Prodehl C. 1981: The Structure of
the Crust and Upper Mantle in the Dead Sea Transform,Tectonophysics,
Vol. 80: 109-119.
10- Garfunkel Z. 1981: Internal structure of the Dead Sea leaky transform
(rift) in relation to plate kinematics. Tectonophysics, Vol. 80: 81-108.
11- Haberland Ch., Agnon A., El-Kelani R., Maercklin N., Qabbani I.,
Rümpker G., Ryberg T., Scherbaum F. and Weber M. 2003: Modeling
of Seismic Guided Waves at the Dead Sea Transform, J. Geophys. Res.,
Vol.108, No. B7/2342: 1-11.
12- Hassouneh M. 2003: Interpretation of Potential Fields by Modern Data
Processing and 3-Dimensional Gravity Modelling of the Dead Sea
pull-apart basin/ Jordan Rift Valley (JRV). Dissertation, Würzburg
University, Würzburg, Germany.
26
13- Quennell A.M. 1983: Evolution of the Dead Sea Transform. A review in
Abed and Khaled (eds.), Proc. 1st Jord. Geol. Conf., Amman, p: 460-482.
14- Quennell A.M., 1959: Tectonics of the Dead Sea Transform, Cong.
Geol. Int. Maxico, Vol. 22: 385-405.
15- Neev D. and EmeryK.O. 1967: The Dead Sea, Geol.Surv. Isr . Bull.: 41-
147.
مواقع الصفحات الالكترونية
([url]www.al-islam.com[/url]) -1 موقع إسلامي
-2 موقع الإعجاز العلمي
[url]http://www.55a.net/firas/arabic/prin…how-det&id=747[/url]
[url]www.nourallah.com[/url] : -3 موقع إسلامي

أضف تعليق